الطلاب يختارون كليات تشبع رغباتهم.. والآباء يوجهونهم للدراسة المطلوبة في سوق العمل.. والمستقبل ضبابي في الحالتين بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة بدأت المرحلة الجديدة من المعاناة للطلاب والأسر فالسؤال الذي يطرح نفسه في كل البيوت المصرية الآن ماذا بعد الثانوية العامة؟ فالاختيار اصعب في ظل مستقبل ضبابي لا يعرفه احد فالكل في حيرة من ذلك المستقبل المجهول وتأتي صعوبة الاختيار ليس فقط من الحيرة في تحديد الكلية التي سيلتحق بها الطالب بالنظر الي فرص العمل والوظيفة التي يمكن ان توفرها هذه الكلية او غيرها في المستقبل فكيف سيكون الاختيار للطالب والاسرة. وهل بانتهاء الثانوية العامة والامتحانات سينتهي القلق والعذاب؟! يقول عاطف محمد "طالب" بعد انتهاء الامتحانات انتظر النتيجة وبعدها سأجد اي تخصص سأختاره ولكن اتمني ان اتخصص في هندسة الاتصالات او الكمبيوتر ولكن الاسرة قلقة للغاية حتي ظهور النتيجة. ويري مجدي سيد "طالب" أن الاختيار صعب ولا أعرف كيف سأختار الكلية المناسبة لي ولكن اسرتي تصر علي دخولي كلية الطب رغم ان ميولي آداب انجليزي وتري الاسرة ان هذا المجال فرص العمل به قليلة ولذلك لا اعرف كيف سأختار. أما رانيا إمام "طالبة" تقول ان الطالب عليه ان يحدد الكلية التي سيدخلها لأنها ليست فقط كلية في اطار التعليم الجامعي ولكن هو مكان سيحدد المستقل للوصول لتكوين حياة جديدة ولذلك لا بد أن يكون الاختيار بدون ضغوط فأنا اتمني ان اصبح سفيرة واعشق المجال الدبلوماسي. أما إيمان عصام "طالبة" ترغب في دراسة ادارة الاعمال او اللغة الانجليزية وتقول ان تخصصي ادبي لان ميولي دارسة اللغات وارغب في تعليم اللغة الانجليزية وسوف ادرس اللغة الانجليزية. وتضيف ريهام منير "طالبة" لقد مرت مرحلة الثانوية العامة محملة بالقلق والارق ولكن المرحلة اللاحقة اعتقد انها ستكون اصعب من النتائج لصعوبة الاختيار فالحلم وحده ليس كافياً ويجب علي الانسان الموازنة بين قدراته وبين ما يريد حتي يصل للافضل. ولكن الآباء والامهات لهم رؤية مختلفة. مهندس عبد الجواد علي "والد لاحد الطلاب" يقول ان الابناء في هذه السن لا يعرفون طريقهم للمستقبل الافضل ولذلك يكون الاختيار للاباء والامهات لأن لديهم الخبرة الكافية والطالب هو أهم شئ بالنسبة لهم فأحياناً يتوه الابن عن الاختيار السليم ويسير عبر احلامه غير واقعية ويحتاج لمن يوجهه فابني يتفق معي في طريقة بناء مستقبله للكلية التي سيحددها لانه مقتنع معي بفوائدها التي ستعود عليه بالمستقبل. ولكن ابتسام فهمي"مدرسة" تختلف مع الرأي السابق حيث تري ان للطالب الحق في اختيار كلتيه التي سيتعايش معها ولكن اتفق بشأن ما يقال ان الاختيار لا يكون منفردًا بلا اشتراك الأهل فهم لهم خبرة عملية من اختلاطهم بالواقع. د. عفاف السيد تري ان اختيار الطلاب ليس هو المشكلة فقط ولكن ما يتبع ذلك الاختيار من عواقب تهدد مستقبله الوظيفي والعملي ولا بد ان تكون هناك منظومة مشتركة بين الطالب وولي الامر للتفاهم علي سلبيات القرارات المصيرية التي ستحدد الكيان المستقبلي للطالب. ويري د. يسري عفيفي استاذ المناهج بوزارة التربية والتعليم. ان هذه حالة طبيعية تحدث عقب الانتهاء من الامتحانات وتثير القلق في كل الأسر وتبدأ مرحلة جديدة تدخلها الأسرة وهي الحيرة في اختيار الكليات التي ستحدد مصير ابنائهم وافكار وخواطر تراودهم فكم من أسر تختار لأبنائها الكليات ومعظمها يتركز في " الطب" حيث تعتبر من الوظائف المرموقة والتي ينظر لها بعلو وشموخ فملاءمة المكان من القضايا المهمة التي تشغل بال الطلاب فمن منا لم يكن يحلم بدخول كلية يهواها والقليل من يندمج في اختياره ويرضي به فلابد أن تنظر الأسر لهذه الفترة بأنها طبيعية جدًا وألا تزيد من قلق الابناء في انتظار نتائجهم.
مني سعيد