:كتبت مني سعيد
انتخابات المحليات «2008» أحد الاختبارات المؤثرة في حالة الحراك السياسي والاجتماعي التي تشهدها البلاد إذ جاءت الانتخابات في لحظة مؤثرة في تحديد اتجاهات المجتمع وآليات تحركه في مواجهة جماهير خرجت للشارع في لحظة استثنائية مستخدمة أدوات جديدة علي ساحة العمل العام.هذا ما أكدته دراسة صادرة عن مركز ماعت للدراسات الدستورية وأوضحت الدراسة أن الانتخابات المحلية كشفت حالة التفكك التي تمر بها القوي السياسية ومعاناتها من أزمة في إقرار السلام الداخلي بين أعضائها بسبب اختلافات في وجهات النظر والمصالح الحاكمة لاختيارات الترشيح خاصة علي قوائم الحزب الوطني الذي اعتمد في البداية علي انتخابات الوحدات القاعدية في اختيار المرشحين والتزامه بما ستفر عنه المجمعات الانتخابية داخل الوحدات القاعدية وهو ما يتم الالتزام به إذا تم التراجع عنه لتجري الانتخابات علي اختيار 70% من القائمة مقابل ترك نسبة 30% يتم اختيارها بالتعيين من قبل القيادة.وأشارت الدراسة للصدام الداخلي الذي امتد ليشمل كل أحزاب المعارضة، فحزب الوفد بما له من تاريخ ليبرالي أصبحت هناك جبهات متصارعة والتي زادت خلال انتخابات المحليات بسبب ما وصف بالصفقة التي تمت بالاسماعيلية واتهام عدد من قيادات المحافظة للنائب الوفدي صلاح الصايغ بإدارة الأزمة لصالح أقاربه وجاء رد الصايغ بأنه لولا الصفقة مع الوطني ما كان سينجح أي وفدي والأزمة التي تفجرت أيضاً إثر صفقة التزكية بالفيوم والتي جعلت الصراعات داخل المحافظة تصل للسباب المتبادل والاتهامات وأن أحد الفائزين بسنورس ليس لديه استمارة عضوية وفديه إضافة إلي استخدام رسائل SMS في الصراع المتبادل داخل الحزب والذي انتقل إلي خارجه في صورة تلاسن عنيف مع الحزب الناصري الذي شن أمينه العام أحمد حسن هجوماً عنيفاً علي الوفد متهماً إياه بعقد «صفقة مع الوطني لكسب مقاعد المحليات مستشهداً في اتهامه بما تم في دائرة الشرابية التي أعلنت النتائج فيها بفوز قائمة الوطني وفي اليوم التالي جري تغيير النتيجة بإعلان فوز «6» من مرشحي الوفد ولعل سلوك الحزب الناصري يمكن فهمه في ظل الصدمة التي أحدثها فشل الحزب في الحصول علي «18» مقعدا وبمسافة بعيدة للغاية عن رفاقه في التنسيق «الوفد والتجمع».ووصل الاتهام لحزب التجمع بكونه قد نال ثمن رفضه لإضراب 6 أبريل بفوزه بعدد 125 مقعدا في المحليات وهو ما اتهمه البعض بأن التجمع «باع العمال والطلبة والفلاحين» وصار أهم غاياته نجاح مرشحيه في الانتخابات.وانتقلت أجواء الصراع من أحزاب المعارضة الرئيسية لأحزاب حديثة رأي العديد من المراقبين أنها قد تمثل مخرجاً للأزمة السياسية المسيطرة علي البلاد منذ سنوات مثل حزب الجبهة الديمقراطية وظهرت في نتائجه المحيطة بفوزه بـ«3» مقاعد فقط رغم تصريح الغزالي «بورقية» جميع الأحزاب المصرية باستثناء حزبه الذي اعتبره جماهيرياً.أما حزب الغد الذي يعاني من انشقاقات عنيفة منذ تأسيسه فقد حقق فشلاً ذريعاً في تلك الانتخابات علي خلفية الصراع الدائر بين جبهاته الداخلية والذي وصل لقيام أعضاء الحزب بالطعن علي صفات مرشحيه مما تسبب في استبعاد الكثير منهم وسقوط من تبقي في سابقة ليست بغريبة علي الأحزاب المصرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق