23‏/2‏/2008

د. نعمان جمعة رئيس حزب الوفد السابق ل الراية: سأقوم بثورة تصحيح في حال عودتي لرئاسة الوفد :


أنا الرئيس الشرعي للوفد وما فعلته لجنة شؤون الأحزاب مع أباظة مخالف للقانون

ليس هناك تصفية حسابات بيني وبين أي وفدي آخر باستثناء محمود أباظة
لا أطمع في مال أو منصب وتاريخ الوفد يجبرني أن أحافظ عليه

:القاهرة- الراية - مني سعيد

د. نعمان جمعه هو الرئيس الرابع لحزب الوفد،اقدم الاحزاب السياسية في مصر والحزب الوحيد الذي استمر منذ الفترة الملكية حتي الآن، وتم حظره عام 1954 ضمن بقية الأحزاب التي كانت قائمة وقتها، حتي عاد للحياة السياسية مرة اخري عام 1987م.
نعمان جمعه من مواليد مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية عام 1934، انضم لحزب الوفد في الرابعة عشر من عمره، تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة وبعد تخرجه عمل وكيلا للنائب العام وفي عام 1956 شارك في المقاومة ضد العدوان الثلاثي علي مصر إلا انه اسر من قبل القوات الفرنسية في الثامن من ديسمبر عام 1956 وتعرض للتعذيب مع الاسري المصريين الآخرين وبقي في الأسر حتي افرج عنه بعد شهرين، سافر بعد ذلك إلي باريس وحصل علي درجة الدكتوراه في القانون من جامعة باريس ثم بقي هناك عشر سنوات مارس خلالها المحاماة إلي جوار التدريس في الجامعة ثم عاد إلي مصر حيث عمل استاذاً بكلية الحقوق جامعة القاهرة ثم اصبح عميدا للكلية دورتين متكاملتين ولعب دورا كبيراً في عودة الوفد إلي الحياة السياسية وبقي إلي جوار زعيم الحزب الراحل فؤاد سراج الدين حيث كان ذراعه اليمني ثم تولي رئاسة الحزب بعد رحيل فؤاد سراج الدين في اغسطس من العام 2000 وكان احد المرشحين لأول انتخابات تعددية رئاسية جرت في مصر بعد تعديل المادة 76 من الدستور وعلي الرغم من قيام الجمعية العمومية لحزب الوفد بفصله عام 2006 من الحزب بأغلبية تخطت ال 90% وبنسبة حضور عالية يصر نعمان جمعة علي انه الرئيس الشرعي لحزب الوفد وقام بترشيح 15 من انصاره في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري المصري (2007) علي اساس انهم مرشحو حزب الوفد ولكن لجنة الانتخابات رفضت الاعتداد بتوقيعه كرئيس للحزب وظل الصراع ممتداً بينه وبين محمود اباظة رئيس الحزب الحالي علي مدار العامين الماضيين انتهي بحكم قضائي صدر مؤخرا ضد محمود اباظة عن محكمة القضاء الاداري يقضي بعدم قانونية فصل د. نعمان جمعة الرئيس السابق للوفد..
الراية التقت د. نعمان جمعه وكان معه الحوار التالي:
# هل يعبر الحكم الصادر مؤخرا لصالحكم ويؤيد رئاستكم لحزب الوفد عن اتجاه سياسي معين؟
- هذا كلام ليس له اساس من الصحة فهو ليس له علاقة بأي اتجاه سياسي وانما الحكم جاء بعد عامين من التأجيل وفي اطار القانون دون اي مخالفة أو محاباة.
# ولكن ما تعليقك علي اعتراف د. فتحي سرور رئيس مجلس الشعب بأباظة رئيسا للهيئة البرلمانية للوفد رغم صدور الحكم؟
- ليس لي تعليق فالحكم سليم وقانوني وقد يحتاج للتأني لفهمه نظرا لأنه حديث وكل مؤسسة لها تعاملاتها وانا لا اعرف مجريات الأمور داخل المجلس وطبيعته.
# لماذا هذا الاصرار من جانبك علي رئاسة للوفد؟
- هذه امانة استأمنني عليها الوفديون وانا لا اطمح لمال أو منصب في الوفد ليس من حقي وانما التاريخ يجبرني أن احافظ علي ذلك الحزب الذي كان في يوم من الايام يتزعمه النحاس باشا وسعد زغلول وذكريات كثيرة ترتبط بأماكن واشخاص وفديين وكم تعبنا حتي يكون للوفد شعبية راسخة في الشارع المصري .
# بمناسبة شعبية الوفد ألا تري ان الوفد بصراعاته الاخيرة يفقد تواجده علي الساحة؟
- هذا شيء مؤكد ومن الطبيعي لأن المواطن لا يعرف خلفية الصراعات أو اسبابها ولكن الحزب تدهور بشكل غير مسبوق وتراجعت شعبيته لسوء الادارة وكذلك صحيفة الوفد فالتوزيع في انخفاض مستمر بعد ان كانت في مقدمة الصحف الأكثر توزيعا.
# ما تعليقك علي اختيار الوفديين لأباظة من خلال جمعية عمومية عقب صدور الحكم؟
- هذه الجمعية العمومية التي عقدها اباظة باطلة ولا تمثل الوفديين فكيف يتم عقد جمعية لانتخاب رئيس للوفد وتأييده وهناك رئيس شرعي بالاضافة إلي انه تم زج عناصر من خارج الوفد حتي يكونوا ديكورا وأعضاء وهميين للوفد ولم تتم اتاحة الفرصة للوفديين الحقيقيين لابداء رأيهم في هذه الجمعية لقد تم منعهم ولذلك فهي تفتقد الشرعية ومثلها مثل الجمعية العمومية التي عقدوها سابقا.
# وكيف تري الوضع الآن بعد الحكم؟
- الوضع عاد لطبيعته فأنا الرئيس الشرعي للوفد وما فعلته لجنه شئون الأحزاب بموافقتها علي رئاسة محمود أباظة للحزب مخالف لأن المنصب لم يخل بعد كما حدث معي عام 2000 بعد وفاة فؤاد سراج الدين فأنا لم أمت وليس لدي عجز كلي أو أي سبب يعوق رئاستي للحزب حتي يتم انتخاب رئيس آخر.
# وما هي الاجراءات التي ستسلكها بعدما صدر هذا الحكم؟
- سنقوم بإعلان صيغة الحكم التنفيذية التي حصلنا عليها للجهات التنفيذية مثل وزارة الداخلية والمجلس الأعلي للصحافة والبنك المركزي وجميع البنوك التي تتعامل مع الحزب وأيضاً لجنة شؤون الأحزاب لكي يتم تصحيح الوضع والاقرار بسلامة الحكم الذي صدر من محكمة القضاء الإداري ويؤكد أن رئاسة الوفد متنازع عليها ولا يجوز إنتخاب محمود أباظة من خلال جمعية عمومية أو اعطائه الشهادة التي أعطيت له كرئيس للحزب والاعتراف بأنني رئيس الوفد الشرعي كما سنخاطب مطابع الأهرام لرفع اسم أباظة من ترويسة الجريدة.
# وماذا عن توقيع اباظة لدي البنوك هل هناك اجراءات تم اتخاذها في هذا الشأن؟
- لقد رفعت قضية بالفعل ضد البنوك لاستخدامها توقيع اباظة وهو ما يعد مخالفة للقانون ومطالباً إياها بإعادة توقيعي علي حسابات البنوك.
# تردد عن وجود جبهة وطنية للمصالحة بينك وبين اباظة واعتبارك رئيسا شرفيا للحزب ما رأيك؟
- لم اسمع عن هذه الجبهة ولم اسع لمفاوضات مع مجموعة اباظة فأنا ارفض ان اكون رئيسا شرفيا للحزب وانا فعليا رئيسه القانوني؟
# وماذا عن تصفية الخلافات بينك وبين اباظة بعد عودتك للحزب؟
- خلافاتي مع اباظة قائمة ولكن ستكون هناك صفحة جديدة مع أعضاء الحزب لانهاء كل الخلافات والمشاحنات حتي يعود الوفد لما كان عليه من قبل فالمهم هو مصلحة الوفديين.
# وماذا سيكون موقفك من الصحفيين بالوفد؟
- العلاقة بيني وبين صحفيي الوفد ليست مجرد رئيس حزب وجريدة يعملون بها وانما علاقتي ممتدة بعد انقطاعي عن الحزب فتربطنا علاقة حميمية فهم يعتبروني ابا لهم فمعظمهم قمت بتعيينهم وقت وجودي معهم وكذلك صحيفة الوفد انا من سعي لاستخراج ترخيصها وليس من مبادئي تصفية حسابات مع الآخرين
# وما هو السبب الحقيقي لنشوب تلك الخلافات بينك وبين مجموعة اباظة؟
- هو تنقية كشوف الجمعية العمومية من غير الوفديين بمعني ان كل عضو يريد ان يأتي بشللية تابعة له دون ان يكونوا اعضاء بالحزب حتي يضمن التأييد المطلق في مواقع الحزب وقت اجراء اي انتخابات وأباظة حاول الاستئثار بذلك هو ومجموعته وجعل الجمعية العمومية ملاكي ووقتها قمت بتشكيل لجنة لتنقية الجمعية العمومية والانتهاء لجمعية عمومية حقيقية وهو ما اشعل الخلافات بيني وبينهم وقرروا التخلص مني فأباظة كان يدرج في الجمعية أسماء أشخاص تابعين له ولا صلة لهم ب الوفد .
وهل كانت هناك تهديدات من جانبكم لأباظة ومجموعته حتي لا تنعقد الجمعية العمومية الأخيرة كما تردد ؟
- بالعكس لقد قمنا بالاحتكام إلي العقل وضبط النفس وتهدئة الوفديين رغم اعتراضهم الشديد ومعللين بالحكم الأخير واحقيتنا في العودة للحزب بالقوة إلا اننا لم نقم بافتعال اية مشاكل أو مشاجرات لافساد الجمعية العمومية وكذلك لم نستخدم القوة في تنفيذ الحكم حتي لايتهموننا بالبلطجة كما حدث من قبل .
هل هناك مفاوضات بين انصارك لصرف تعويضات لمصابين في احداث ابريل الماضي؟ #
- لست طرفا في اي اتصال أو تفاوض محمود اباظة هو الذي تسبب في احراق الحزب وتحقيقات النيابة اثبتت ذلك وباعتراف مجموعته الذين اكدوا انهم كادوا يفتكوا بي ويقتلوني لولا وصول الشرطة.
لكن البعض يصفك بالديكتاتور وعدم الاقتناع بالرأي الآخر.. ما تعليقك؟ #
- هذا المصطلح اطلقه اباظة واعوانه علي واذا كان من وجهة نظرهم ان التشدد في تطبيق النظام ومحاربة الفساد الموجود بالحزب والبعد عن الجمعيات الممولة من امريكا يجعلني ديكتاتورا فمرحبا بذلك ثم ان كثيراً من الوفديين صحفيين واعضاء بالحزب تذمروا من تصرفات اباظة واخبروني بذلك بعد استقالة الهواري رئيس تحرير الوفد لتدخل اباظة في شئون الجريدة.
وهل يعني ذلك انك لم تكن تتدخل في امور صحيفة الوفد؟ #
- تدخلي جاء لظروف معينة منها حدوث اهمال من جانب الطرابيلي وقتها وعدم اهتمامه بالصحيفة وانشغاله بالسفر الدائم وعدم متابعة ما يحدث بالداخل ولكني لم اتدخل في ادارة الجريدة نفسها علي عكس ما فعله اباظة مع الهواري فرغم اختلافي مع الهواري لكنه صحفي كفء ويستحق منصب رئيس التحرير بجدارة عن الطرابيلي.
بماذا تفسر الانشقاقات والصراعات التي اصابت الاحزاب المصرية؟ #
- لأن هناك فئة بالاحزاب اعضاء علي الورق فقط ليس لهم انتماء للحزب بل يأخذونها من باب الوجاهة الاجتماعية ويسعون للتكالب علي المناصب وسرعان ما تدب الخلافات كما طغت المصالح الشخصية علي مصلحة الحزب فالكل يريدها سبوبة .
ما اول قرار ستقوم باتخاذه فور عودتك لمقر الوفد؟ #
- عند عودتي لمقر الحزب سأقوم بتصحيح الاوضاع من خلال عقد جمعية عمومية يتم بها تنقية كاملة للجداول التي قام اباظة بزج اعضاء بها ثم انتخاب هيئة عليا واعادة نص انتخاب رئيس الحزب لمدة خمس سنوات غير قابلة للتجديد إلا مرة واحدة وبعدها نفتح الترشيح لرئاسة الحزب حتي يتمكن الوفديون من الاختيار الحقيقي بالاضافة إلي أن عملية إعادة بناء الوفد وتصحيح صورته في الشارع تحتاج إلي مجهود كبير بعد الخسائر التي لحقت به وبصحيفته بعد الانقلاب الذي حدث وأدي إلي تدهور شعبية الحزب وتراجع توزيع صحيفته إلي حد كبير.
ما الذي استفدته من تجربة الانتخابات الرئاسية؟ وخاصة انك حصلت فيها علي المركز الثالث ؟ #
- تجربة الانتخابات كشفت لي عن تآمر من اباظةواعوانه فعلي عكس ما يقولون انهم رفضوا ترشيحي الحقيقة أنهم الذين شجعوني لخوض تلك الانتخابات حتي يكون الوفد متفاعلا علي الساحة وفوجئت بصرف مبالغ في الاعلانات والدعاية التي لم يكن لها فائدة وكذلك تخليهم عني وكنت اعتمد علي نفسي في الاعداد للأحاديث الصحفية والتليفزيونية وحضور الندوات والمؤتمرات فهي تجربة ارادوا بها ضربي بالدولة معتقدين ان ترشيحي يجعل علاقتي سيئة بها.
برأيك ما هي اسباب الشعبية الكبيرة للاخوان المسلمين اكثر من الأحزاب السياسية في مصر ؟ #
- الامكانيات المادية والامكانيات التنظيمية لهم ايضا ورفع شعار الاسلام هو الحل والقدرة علي اجتذاب شباب علي قدر كبير من الاخلاق والمباديء الدينية.
وهل توافق علي انشاء حزب ديني لهم؟ #
- رغم تواجدهم القوي داخل المجتمع إلا ان انشاء حزب ديني يخلط السياسة بالدين وهو ما يرفضه الكثيرون فيجب الفصل بين حزب علي اساس ديني وحزب سياسي يضم جميع الطوائف المختلفة من كافة التيارات.

ليست هناك تعليقات: